Saturday, January 23, 2021

السودان والنفق المظلم

بسم الله الرحمن الرحيم

مابين عبد الله ود ادم الاول وعبد الله ود ادم الثانى :

قدر السودان صاحب اقدم واعظم الحضارات فى التاريخ ان يمضى من نفق الى افق الى نفق فى هذين القرنين الاخيرين .

عبد الله الاول حكم عقب اعظم ثورة فى حينها . فتح لها التاريخ صفحاته واصغت لها الاسماع فى ذلك الزمان  . بسالة وشجاعة لم يعرف لها التاريخ مثيلا وانتصارا لم يتحقق من قبل . اللورد مورس قال عن معركة شيكان  :( لعل التاريخ لم يشهد  منذ لاقى جيش فرعون نحبه فى البحر كارثة مثل تلك التى حلت بجيش هكس فى صحارى كردفان حيث أفنى عن اخره وقضى عليه قضاء مبرما) . شاركت كل القبائل السودانية فى تلك الثورة التى مضت لا تلوى على شىء تحقق الانتصار تلو الانتصار حتى تحقق الاستقلال الكامل بعد مقتل غردون . وقدر الله ان يموت القائد الفذ الذى قاد هؤلاء الابطال حتى انتصر وخلفه فى الرئاسة عبد الله ود ادم الاول احد عشر سنة طفق يحكم بالحديد والنار نشر الاحقاد والضغائن والانشقاقات قتل القادة الكبار وابعد ونفى الكثيرين واستخدم كل سلاح للبقاء على كرسى الحكم . تراكم الفشل وحدثت المجاعات وفر الكثيرين بدينهم واخرين خوفا على دنياهم . وطمع الاستعمار فى العودة فعاد وهزم عبدالله الاول ومن بقى معه وما بقى معه كثير وتضعضعت الوحدة التى صنعتها الثورة .وظل السودان مستعمرا يحكمه الانقليز والمصريين لاكثر من خمسين عاما . ثم ماذا ؟؟

عبد الله ود ادم الثانى حكم عقب ثورة لم تكن كسابقتها لكنه كان كسلفه الاول أبعد الشباب المخلصين الذين انجزوا الثورة وأتى من  وراء البحار ب شذاذ أفاق عملاء حاقدون لا يجيدون سوى الهدم .  كذابون سودوا وجه البلد ونشروا جرثومة الحقد . سمموا شرايين التاريخ . حاربوا الدين جهارا نهارا وظنوا انهم قادرون على اجتثاث جذوته من قلوب المؤمنين لكنهم لم يقراوا التاريخ جيدا . دين الاسلام ما وقر فى قلب وخرج منه الا فى حالات المنافقين امثالهم هو نور يضىء فقط ويظل مضيئا الا القلوب السوداء المظلمة تظل مظلمة .

هذا حال السودان الان محشور فى هذا النفق المظلم ولكن حان وقت الخروج الى الافق ولن يعود باذن الله الى النفق مرة اخرى .   

 

No comments:

الرقيق

  بسم الله الرحمن الرحيم اوشكت الحرب ان تضع اوزارها . وهنت قوة المتمردين وخارت عزائمهم ان كان لهم قوة او عزيمة .هم مجرد رقيق ابتاعتهم قوى ...