(قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء )
للذين يتعجلون التغيير و لاولئك الذين يظنون انهم ماكثون فيها أبدا أقدار الله نافذة لا يحول دونها حائل سيمضى عمر كما مضى اقرانه من الرؤساء العرب كانوا أشد منه قوة وأكثر جمعا لم يغن عنهم جمعهم من الله شيئا والتاريخ من قبل ذلك مليئ بالكثير والقران يدعو كثيرا للنظر وأخذ العبر
الاكثر أهمية من كل ذلك الاجابة على الاسئلة المهمة .. هل السودان يحتاج لتغير النطام ام اسقاط النظام ؟ هل حالنا يشابه احوال الدول العربية التى حدث بها تغيير ؟ هل سيظل السودان حتى يتم التغيير او الاسقاط كما هو الان ؟
الان بلادنا تواجه تحديات كبيرة الوحدة الوطنية - الامة - الهوية - السيادة - الدولة .. الخ
الوحدة الان فى مهب الريح وقد مضى ثلث السودان والاضلاع المتبقية تتململ لماذا ؟ هل كانت الوحدة اساسا قائمة على اسس متينة ؟ ام كانت على مصالح خارجية او داخلية انتفت الان ؟
هل تشكلت الامة السودانية اصلا ؟ وعلى اى اساس ؟ وما هى هوية اهل السودان ؟ وما موقع الدولة ؟ هل نشات دولة على اسس حقيقية وحديثة كاملة السيادة على هذه الرقعة الجغرافية المترامية الاطراف ؟ ام ظل النظام الادارى الذى خلفه الاستعمار ؟
ماهى اسهامات الحكومات التى حكمت السودان منذ الاستقلال ؟ ماذا قدمت ؟ دور الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية وغيرها ؟ المؤسسات التعليمية والنخب ؟
لا بد من وقفة جادة وصادقة وامينة ان كنا فعلا نريد ان نبنى وطنا له مكان تحت الشمس بين الامم ..
الاعتراف بفشل الحكومات اولا والتى حكمت السودان منذ الاستقلال والى الان بتفاوت قطعا .الفشل فى بناء الامة وتاسيس الدولة وتاكيد الهوية وبناء التراضى اولا واخيرا بين فئات المجتمع المختلفة على التعايش والتعاون . لقد كان النصيب الاوفر من الفشل لاول حكومة وطنية تشكلت بعد الاستقلال ما اعطى المبرر للانقلاب العسكرى الاول فدخلت البلاد فى النفق المظلم وتخلى الجيش عن مهامه الاساسية واصبح اللاعب الرئيسى بالعمل السياسى والنتيجة ماثلة لا تخطئها عين ..الوطن الان مهدد فى اصل وجوده فالعسكريون ابعد الناس عن النجاح فى السياسة والحكم بحكم تربيتهم وتدريبهم ..البلاد التى تشبه السودان نجحت وتطورت تلك التى ناى فيها العسكريون عن الحكم وتفرغوا لمهامهم الاصلية
الامر الثانى يتعلق بالمواطن السودانى وهو السلبية والزهد فى المشاركة وابداء الراى . توسيد الامر كله للزعيم او رئيس الحزب وهذه تربية غلبت على اهل السودان ربما كان للثقافة الصوفية الغالبة دور فى ذلك فشيخ الطريقة هو صاحب القول الفصل لا معقب لحكمه فعرفت الاحزاب بزعمائها ورعاتها وكان العكس هو الاكثر صوابا .
ونواصل
No comments:
Post a Comment