Friday, October 28, 2011

رسالة لأهل السودان

وأنتم تنتظرون رياح الربيع العربى ان تهب عليكم رغم ان بلادنا دون سائر بلاد الناس ليس بها ربيع وانتم تحلمون بالثورة ان تنطلق لتقتلع النظام القائم الان من جذوره وليس بالحلم وحده تندلع الثورات .. دعونا جميعا نجلس ونتفكر او نفكر قليلا او كثيرا ونسترجع التاريخ البعيد والقريب ولا نتعجل فالسياسيون من الاحزاب المختلفة التى ابتليت بها بلادنا المنكوبة على عجلة من امرهم فقط لتخلوا لهم الكراسى بسقوط النظام الذى حرمهم منها طويلا .. كانت المهدية ثورة عظيمة بكل المقاييس زلزلت النظام القائم فى ذلك الزمان الغابر واسقطته ثم الهزات الارتدادية التى تتالت بعد ذلك من بعد الانكسار بسقوط الخرطوم وحتى الاستقلال ثم كانت أكتوبر رغم الفارق الكبير بينها وبين المهدية فى كل شىئ وأخيرا ثورة ابريل رجب .. يجمعها الثلاثة انها كانت ضد الظلم بكافة اشكاله ولتأكيد العزة وهوى الحرية . نجحت فى زلزلت الننظام وازاحت الظلم ولكن الى حين لم يطل ..هل نحن قوم نجيد الهدم ولكنا لا نحسن البناء ؟ ..
  ماذا بقى من المهدية او من اكتوبر او من رجب ؟ الثورات ينبغى دائما ان تقود الى تغيير فى الواقع الاجتماعى والسياسى والثقافى ماذا حدث من ذلك ؟
  الان هل نحن محتاجون لتغيير النظام ؟ ولماذا ؟ وكيف يكون ذلك ؟ وهل يشبه حالنا حال الدول التى حدثت بها الثورات (الدول العربية الخمسة ) ؟ وكيف سيكون مسار ثورتنا ومالها النموذج المصرى التونسى؟ ام الليبى السورى اليمنى ؟ ام لا هذا ولا ذلك وانما اكتوبر 2 او ابريل 2؟
  نعم نحن محتاجون للتغيير ولكن قبل ذلك نحتاج لمعالجة اسباب الانتكاس والانكسار .. حتى لاتدور علينا ذات الدوائر لقد ساهمت النظم المستبدة فى تخريب الفرد والمجتمع حتى تضمن بقاءها عندما انتصرت قوات كتشنر الغازية طرحت برنامج واعى ومدروس يهدف فى نهاياته لتعديل شخصية الفرد السودانى من ذلك الانسان المجاهد  المعتد بثقافته ومورثاته الى ذلك المسخ المستكين المتوله فى مستعبديه .. ونجحت خلال الخمسين عاما التى حكمت فيها السودان نجحت فى تكوين طبقة من المتعلمين او قل المثقفين او التنكنوقراط من خلال مؤسسات تعليمية وبرامج اعدت بعناية فائقة هذه الطبقة هى من لعب الدور الاكبر فى تاريخ هذا البلد منذ الاستقلال هم من قام بالانقلابات وهم من تبنى الثورات وهم هم بذات اللون والطعم والرائحة سدنة جميع الاحزاب السياسية بكافة مدارسها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وهم الاوصياء الحقيقيون على البيتين الطائيفيين الكبيرين .وظلت ذات السياسة الهادفة لتحطيم الشخصية السودانية مستمرة بذات المفهوم من النظم العسكرية والمدنية على السواء . الحكم هو الهدف الاول والنهائى مهما كان الثمن
  ماهو المطلوب الان ؟ طريق الالف ميل يبدأ بخطوة . الاغلبية السلبية المستسلمة يجب ان تقولها بالصوت العالى كفى.. هذه الاغلبية موجودة بجميع الاحزاب السياسية موجودة بالمؤسسات العسكرية موجودة بالخدمة المدنية كفى لان الوطن الان بات فى مفترق الطرق ان يبقى او يزول لايحقرن احدا مساهمته مهما كانت .الفكرة كائن حى ينمو ويكبر المطلوب الان ان تصبح قضية الوطن هى الهم الاول .
هذه دعوة جادة للتفكر والتامل ثم الثورة التى تستند على الفكر الناضج هذا بيان للناس من اهل بلدى بكل مشاربهم وسحناتهم ومنطلقاتهم تعالوا نتفق على ان يبقى الوطن يجب ان يبقى اليست هذه قضية يمكن ان تجمعنا ان نكون او لا نكون ..
  الباب مفتوح على مصراعيه للافكار ولنودع السلبية وانتظار المجهول .. هيا  هيا

No comments:

الرقيق

  بسم الله الرحمن الرحيم اوشكت الحرب ان تضع اوزارها . وهنت قوة المتمردين وخارت عزائمهم ان كان لهم قوة او عزيمة .هم مجرد رقيق ابتاعتهم قوى ...