بسم الله الرحمن الرحيم
المجتمع السودانى كثر فيه النفاق .
الفجور فى الخصومة احدى اخطر
الافات التى اقعدت المجتمع . فى العلاقات الاجتماعية البسيطة و بين الرياضيين و فى
السياسة بين الاحزاب بل فى داخل الحزب الواحد .وحدث بلا حرج عما بين جماعات المسلمين تكفير بلا تردد . لذلك لم نتقدم فى اى
مجال .
من المشهور مثلا هذه القصة
الحقيقية. ان هنالك اخوين شقيقن نشأ بينهما خلاف أدى لقطيعة طالت وانتقلت للابناء واطراف الاهل . باءت كل
محاولات الصلح من اقاربهما بالفشل. احدهما
اكمل الاستعداد للذهاب الى الحج فقال من حولهما هذه الفرصة الذهبية للصلح ذهبوا
للحاج فهو الاقرب للتتنازل اقتنع بعد لأى للذهاب الى اخيه عسى الله ان يتقبل حجه من باب العفو . وفرح الساعين لاصلاح ذات البين لنجاحهم اخيرا وذهبوا
سراعا سعداء رفقة الحاج . الان الاخوين الشقيقين بل حقيقة العدوين اللدودين وجها لوجه بعد اعوام طويلة.. وبلا
مقدمات قال الحاج لأخيه انا فى طريقى الى بيت الله فان مت فالعفو وان عدت فالحال
كما هو وخرج مسرعا فوجم كل الحاضرين .
هكذا فى مجال الكرة تحولت المنافسة الى خصومة . تأخر افتتاح استاد
المريخ لسبب رفض وضع الهلال اعلى المئذنة كما جرت العادة .
.فى السياسة تحول التنافس بين الحزب الاتحادى وحزب الامة الى خصومة
وبغضاء.. قال احد شعراء الاتحاديين يوما مخاطبا الانصار الله يشهد انا لا نحبكم ولا
نلومكموا ان لم تحبونا . والامثلة كثيرة .
أما ايات النفاق الاخرى فحدث ولا حرج . الكذب انتشر فى كل الاحوال .
الكل يعلم ان المؤمن ينبغى ان لا يكذب . ولكن ! اصبح الكذب ممارسة يومية. من المدرسة الى اعلى مؤسسات الدولة .
اصبح الغش فى الامتحانات واقعا لايثير حفيظة احد والنتيجة المنطقية
ستتخرج اجبال مكتوبون عند الله فى الصحف كذابين ولن يفلح الكذابون . مهاتير محمد
ذكر فى تجربته انه اولى التعليم اول
اهتماماته . وفى امريكا حين سبقهم الاتحاد السوفيتى الى الفضاء عزو السبب لخلل فى
التعليم وبدأوا فى الاصلاح .
والحكام والرؤساء فى كافة
المستويات عندنا يوعدون ويكذبون . ثم حدث ولا حرج فى البيوت وفى المستشفيات وفى المصانع
وفى كل مكان يجتمع فيه الناس .. الاب يكذب
والام تكذب والابناء فى البيوت . والاطباء والموظفين واصحاب المصانع والتجار وتسعة اعشار الكذب فى
التجارة للاسف .
والخيانة المصيبة الكبرى التى دمرت الوطن وما تزال . كبار المسؤلين
يبيعون ودول غنية وكبيرة تتنافس فى الشراء ( فلتبك يا وطنى الحبيب) . الان الوطن
يتعرض لاكبر خيانة توشك ان تعصف به . فى التاريخ الناصع ود النجومى فى توشكى ارسل له قائد الحملة
الانقليزى رسالة وقال له بالحرف نحن نعلم ان التعايشى قد ارسلك فى هذه الحملة ليتخلص منك فالحق بنا فاذا
انتصرنا سنجعلك ملكا على السودان . رد عليه البطل النجومى بعد التحية فانى بايعت
الامام وخليفته على الجهاد والاستشهاد ولن
انقض البيعة فاذا انتصرنا عليكم فسأفوز بما تقول وان انتصرتم علينا فلن تجد عندنا
غير حربة مركوزة وجبة متروزة (هكذا بسودانية فصيحة غاية الافصاح) فصعد ود النجومى
ومن صدق وثبت معه . وحارب من حارب مع كتشنر وجيشه .
أما خلف الوعد فكأن الكثيرون
فى السودان يظنونه مما يدخل الجنة سبحان
الله !! .
أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت
فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا
عاهد غدر .. صلى الله على الرسول الاكرم .
((ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار )) رغم ان بعض الفقهاء
يفرقون بين نفاق ونفاق .