أصنعى أيتها الشمس الأهلة
وانفخى من روحك الطاهر فيها
وقفى مزهوة منها
مدلة موقف المطفل
من غر بنيها
***
فاذا ما أيفع البدر وشبا
سوف لا يطلع الا لتغيبى
ثم اما عرف الافق ودبا
سوف لا يبحث الا عن حبيب
***
ولدى أيتها الأم كما ولدت
يوشع للأفق القمر
صنعته من دم الفجر لما
صاغها من دمه أمس القدر
***
فاذا ما عرف الأفق ودبا
سوف لا يطلع الا لتغيبى
ثم اما عرف الأفق وشبا
سوف لا يبحث الا عن حبيب
***
هكذا علمنا القلب لنحيا
فاذا ما استنكره القلب تحجر
واذا شئناه الهاما ووحيا
غير ما شاء له الحب تجبر
***
هكذا جنت وكانت لنفسي
قبسا من وقدة السحر وفيضا
كلما عاودها مطلع شمس زاد
في ينبوعها الدافق حوضا
***
زهرة كاثرت الدنيا رباها
بالشذى ينفح منها ويضوع
في الربى انبت أيار صباها
ومضى يودعها سر الربيع
***
فيأت من حسنها البيت ظلالا
سكب الشعر عليها ما سكب
ماج في أنفاسها القلب وجالا
كلما لامسه الفكر وثب
***
صاغها الاله في غير حدود
من معانيها وفى غير مدى
كالندى نافح أنفاس الورود
والشذى ناوح أطياف الندى
***
ومضت تنزع من ثوب صباها
لعب القلب ولهو الصغر
راشها الحب كما راش فتاها
ورمى قلبيهما عن قدر
***
فاستقلا صهوة الحب فأسرى بهما
أبلج رفاف الجناح
كلما أطلعت الافاق بدرا
نسجا منه أغانى الصباح
***
يا رعى الله هزارين اطمأنا
في ذرى دوحيهما واستروحا
هائمين استلهما الحب فغنى
بهما كل جميل أصبحا
***
هكذا حتى اذا لم يبقى الا
أن يطيرا بجناحي واحد
كان في دوحهما حيث استظلا
قدر ليس له من ذائد
***
هكذا يا قلب جنت قمر وهى
في ازهر ما كان القمر
كالربيع الغض وجه نضر
وصبا مثل بواكير الزهر
***
حسبوا يا نكر ما قد حسبوا
قلبها الخافق يشرى ويباع
وهبوها للردى اذ وهبوا
للفتى اللذة منها والمتاع
***
ضلة جمعوا أهلوها الرفاقا
وأداروا طلبا في طلب
فرضوا الصمت عليها والوفاقا
وأبوا الا بريق الذهب
***
قل لهم اذ خنقوا في سرها
صرخة القلب وامال الشباب
ان قدرتم فانزعوا من صدرها
أهبة الحب اقتسارا واغتصاب
***
لم تصوغوا قلبها الخافق حتى
تفرضوا الحب عليها والحبيبا
فدعوها انما تسمع صوتا
قاسيا بين حناياها رهيبا
***
انما أنجبها الوالد بنتا
لم يضع نجوى ولم يبرأ قلوبا
ولئن اشبهها غرسا ونبتا
فهو لا يملك في القلب نصيبا
***
سلهم أين لقد ندت وندا قلبها الخافق مجنونا مشرد ؟
فانظروا سلطانه كيف استبدا
وانظروا الهها كيف تمرد
***
وهنا تحت ظلال الشجر أخذت
عيناي في الليل شبح
نائما كالهم ملقى الأزر
كلما زايله الظل وضح
***
هي أى والله عينا وفما هي
أى والله حسنا وشبابا
قمر أحمى العذارى حرما
طفر الحب بها بابا فبابا
***
لج في اللوعة مجنون الأمل
دافنا حسرته في أدمعى
قلت يا ويح حبيب لم يزل
قلبها يهذى به في الاضلع
***
يا جمالا جن من ظلم الوجود
بعد أن جن به الكون وهاما
افان لم ترض في الحب قيودا
هكذا يرضى به الأهل مقاما
***
وزعي يا قمر الحسن كما
وزع البدر على القوم الشعاعا
وهبى العميان منه مثلما
جعل الله الضحى حظا مشاعا
***
وانثرى قدسك لحما ودما
وهبيه الارض رجس ووضر
واصنعى من خطاياها فما
وزر البدر ولم تجن قمر
***
* قيل أنها الفتاة التى كان يحبها وينوى الزواج بها فزوجها أهلها لغيره مما أودى بها للجنون
No comments:
Post a Comment