Monday, December 23, 2019

قصيدة القمر المجنون لأمير شعراء السودان التيجانى يوسف بشير


  

أصنعى أيتها الشمس الأهلة         وانفخى من روحك الطاهر فيها
وقفى     مزهوة     منها   مدلة          موقف  المطفل  من  غر بنيها
***
فاذا ما أيفع البدر وشبا      سوف لا يطلع الا لتغيبى 
ثم اما عرف الافق ودبا      سوف لا يبحث الا عن حبيب
***
ولدى أيتها الأم كما     ولدت يوشع للأفق القمر
صنعته من دم الفجر لما     صاغها من دمه أمس القدر
***
فاذا ما عرف الأفق ودبا      سوف لا يطلع الا لتغيبى
ثم اما عرف الأفق وشبا      سوف لا يبحث الا عن حبيب
***
هكذا علمنا القلب لنحيا      فاذا ما استنكره القلب تحجر
واذا شئناه الهاما ووحيا      غير ما شاء له الحب تجبر
***
هكذا جنت وكانت لنفسي      قبسا من وقدة السحر وفيضا
كلما عاودها مطلع شمس      زاد في ينبوعها الدافق حوضا
***
زهرة كاثرت الدنيا رباها      بالشذى ينفح منها ويضوع
في الربى انبت أيار صباها      ومضى يودعها سر الربيع
***
فيأت من حسنها البيت ظلالا      سكب الشعر عليها ما سكب
ماج في أنفاسها القلب وجالا      كلما لامسه الفكر وثب
***
صاغها الاله في غير حدود      من معانيها وفى غير مدى
كالندى نافح أنفاس الورود      والشذى ناوح أطياف الندى
***
ومضت تنزع من ثوب صباها      لعب القلب ولهو الصغر
راشها الحب كما راش فتاها      ورمى قلبيهما عن قدر
***
فاستقلا صهوة الحب فأسرى      بهما أبلج رفاف الجناح
كلما أطلعت الافاق بدرا      نسجا منه أغانى الصباح
***
يا رعى الله هزارين اطمأنا      في ذرى دوحيهما واستروحا
هائمين استلهما الحب فغنى      بهما كل جميل أصبحا
***
هكذا حتى اذا لم يبقى الا      أن يطيرا بجناحي واحد
كان في دوحهما حيث استظلا      قدر ليس له من ذائد
***
هكذا يا قلب جنت قمر      وهى في ازهر ما كان القمر
كالربيع الغض وجه نضر      وصبا مثل بواكير الزهر
***
حسبوا يا نكر ما قد حسبوا      قلبها الخافق يشرى ويباع
وهبوها للردى اذ وهبوا      للفتى اللذة منها والمتاع
***
ضلة جمعوا أهلوها الرفاقا       وأداروا طلبا في طلب
فرضوا الصمت عليها والوفاقا      وأبوا الا بريق الذهب
***
قل لهم اذ خنقوا في سرها      صرخة القلب وامال الشباب
ان قدرتم فانزعوا من صدرها      أهبة الحب اقتسارا واغتصاب
***
لم تصوغوا قلبها الخافق حتى      تفرضوا الحب عليها والحبيبا
فدعوها انما تسمع صوتا      قاسيا بين حناياها رهيبا
***
انما أنجبها الوالد بنتا      لم يضع نجوى ولم يبرأ قلوبا
ولئن اشبهها غرسا ونبتا      فهو لا يملك في القلب نصيبا
***
سلهم أين لقد ندت وندا      قلبها الخافق مجنونا مشرد ؟
فانظروا سلطانه كيف استبدا      وانظروا الهها كيف تمرد
***
وهنا تحت ظلال الشجر      أخذت عيناي في الليل شبح
نائما كالهم ملقى الأزر      كلما زايله الظل وضح
***
هي أى والله عينا وفما      هي أى والله حسنا وشبابا
قمر أحمى العذارى حرما      طفر الحب بها بابا فبابا
***
لج في اللوعة مجنون الأمل      دافنا حسرته في أدمعى
قلت يا ويح حبيب لم يزل      قلبها يهذى به في الاضلع
***
يا جمالا جن من ظلم الوجود      بعد أن جن به الكون وهاما
افان لم ترض في الحب قيودا      هكذا يرضى به الأهل مقاما
***
وزعي يا قمر الحسن كما      وزع البدر على القوم الشعاعا
وهبى العميان منه مثلما      جعل الله الضحى حظا مشاعا
***
وانثرى قدسك لحما ودما      وهبيه الارض رجس ووضر
واصنعى من خطاياها فما      وزر البدر ولم تجن قمر
***    
* قيل أنها الفتاة التى كان يحبها وينوى الزواج بها فزوجها أهلها لغيره مما أودى بها للجنون 

الرقيق

  بسم الله الرحمن الرحيم اوشكت الحرب ان تضع اوزارها . وهنت قوة المتمردين وخارت عزائمهم ان كان لهم قوة او عزيمة .هم مجرد رقيق ابتاعتهم قوى ...