Tuesday, March 4, 2014

قصيدة مع الله

للشاعر المصرى ابراهيم بديوى
بك أستجير ومن يجير سواكا          فأجر ضعيفا يحتمى بحماك
انى ضعيف استعين على قوى        ذنبى ومعصيتى ببعض قواك
أذنبت ياربى واذتنى ذنوب            مالها من غافر    الاك
دنياى غرتنى وعفوك غرنى          ما حيلتى فى هذه او ذاك
لو أن قلبى شك لم يك مؤمنا         بكريم عفوك ما غوى وعصاك
يامدرك الابصار والابصار لا       تدرى له ولكنهه ادراك
أتراك عين والعيون لها مدى        ما جاوزته ولا مدى لمداك
ان لم تكن عينى تراك فاننى         فى كل شيء استبين علاك
يا منبت الازهار عاطرة الشذى     هذا الشذى الفواح نفح شذاك
يا مجرى الانهار  ما جريانها       الا انفعالة قطرة لنداك
رباه هاأنذا خلصت من الهوى      واستقبل القلب الخلى هواك
وتركت أنسى بالحياة ولهوها       ولقيت كل الانس فى نجواك
ونسيت حبى واعتزلت أحبتى     ونسيت نفسى خوف أن أنساك
ذقت الهوى مرا ولم أذق الهوى   يارب حلوا قبل أن اهواك
أنا كنت ياربى أسير غشاوة      رانت على قلبى فضل سناك
واليوم ياربى مسحت غشاوتى    وبدأت بالقلب البصير أراك
يا غافر الذنب العظيم وقابلا      للتوب قلب تائبا ناجاك
أترده وترد صادق توبتى         حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب جئتك نادما أبكى على     ما قدمته يداى لا أتباك
أنا لست أخشى من لقاء جهنم   وعذابها لكننى أخشاك
يارب عدت الى رحابك تائبا      مستسلما مستمسكا بعراك
مالى وماللاغنياء وأنت يارب     الغنى ولا يحد غناك
مالى وما للأقوياء وأنت يارب    ورب الناس ما أقواك
انى أويت لكل مأوى فى الحياة     فما رأيت أعز من مأواك
وتلمست نفسى السبيل الى النجاة       فلم تجد منجى سوى منجاك
وبحثت عن سر السعادة جاهدا        فوجدت هذا السر فى تقواك
فليرض عنى الناس أو فليسخطوا     أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
ادعوك يارب لتغفر حوبتى         وتعيننى وتمدنى بهداك
فاقبل دعائى واستجب لرجاوتى     ما خاب يوما من دعا ورجاك
يارب هذا العصر ألحد عندما       سخرت له                 دنياك
علمته من علمك (النووى ) ما      علمته فاذا به عاداك
ما كاد يطلق للعلا صاروخه      حتى أشاح بوجههوفلاكا
واغتر حتى ظن أن الكون فى      يمنى بنى الانسان لا يمناك
أو ما درى الانسان أن جميع ما     وصلت اليه يداه من نعماك
أو ما درى الانسان أنك لو أردت    لظلت  الذرات فى مخباك ؟
لو شئت ياربى هوى صاروخه      أو لو أردت لما استطاع حراك
يا أيها الانسان مهلا واتئد            وشكر لربك فضل ما أولاك
واسجد لمولاك القدير فإنها مستحدثات العلم من مولاك
أفان هداك بعلمه لعجيبة           تزور عنه وينثنى عطفاك
ان النواة ولكترونات التى          تجرى يراها الله حين يراك
ما كنت تقوى أن تفتت ذرة       منهن لولا الله قد قواك
كل العجائب صنعة العقل الذى         هو صنعة الله الذى سواك
والعقل ليس بمدرك شيئا اذا            ما الله لم يكتب له الادراك
لله فى الافاق آيات لعل                  أقلها هو ما اليه هداك
ولعل ما فى النفس من آياته             عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار اذا             حاولت تفسيرا لها أعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى           يا شافى الامراض من أرداك ؟
قل للمريض نجا وعوفى بعدما        عجزت فنون الطب من عافاك؟
قل للصحيح يموت لا من علة          من بالمنايا يا صحيح دهاك ؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة           فهوى بها من ذا الذى اهواك ؟
بل سائل الاعمى خطا  بين الزحام    بلا اصطدام من يقود خطاك ؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا           راع ومرعى ما الذى يرعاك ؟
قل للوليد بكى واجهش بالبكاء  لدى الولادة ما الذى أبكاك ؟
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو          تحيا وهذا السم يملا فاك؟
واسال بطون النحل كيف تقاطرت      شهدا وقل للشهد من حلاك؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين        دم وفرث ما الذى صفاك؟
واذا رأيت الحى يخرد من حنايا        ميت فاسأله من أحياك؟
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى          عن عيون الناس من أخفاك ؟
قل للنبات يجف بعد تعهد                  ورعاية من بالجفاف رماك ؟
واذا رأيت النبت فى الصحراء يربو     وحده فاسأله من أرباك؟
واذا رأيت البدر يسرى ناشرا        انواره فاسأله من اسراكا ؟
واسأل شعاع الشمس يدنو وهى أبعد    كل شيء ما الذى اناك ؟
قل للمرير من الثمار من الذى        بالمر من دون الثمار غذاك؟
واذا رأيت النخل مشقوق النوى       فاسأله من يانخل شق نواك ؟
واذا رأيت النار شب لهيبها          فاسأل لهيب النار من أوراك ؟
واذا ترى الجبل الأشم مناطحا      قمم السحاب فسأله من أرساك؟
واذا ترى صخرا تفجر بالمياه      فاسأله من بالماء شق صفاك ؟
واذا رأيت النهر بالعذب الزلال     جرى فاسأله من الذى اجراك ؟
واذا البحر بالملح الأجاج طغى     فاسأله من الذى أطغاك؟
واذا رأيت الليل يغشى داجيا       فاسأله من ياليل حاك دجاك ؟
واذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا     فاسأله من يا صبح صاغ ضحاك ؟
هذى عجائب طالما اخذت بها      عيناك وانفتحت بها اذناك
والله فى كل العجائب ماثل         ان لم تكن لتراه فهو يراك
يا أيها الانسان مهلا ما الذى       بالله جل جلاله اغراك ؟
حاذر اذا تغزو الفضاء فربما       ثأر الفضاء لنفسه فغزاك
اغز الفضاء ولا تكن مستعمرا  أو مستغلا باغيا سفاك
سخر نشاط العلم فى حقل الرخاء    يصغ من الذهب النضار ثراك
سخره يملأ بالسلام وبالتعاون     عالما متناحرا سفاكا
وادفع به شر الحياة وسوؤها وامسح بنعمى نوره بؤساك
العلم احياء وانشاء وليس         العلم تدميرا ولا اهلاكا

فاذا أردت العلم منحرفا فما      أشقى الحياة به وما أشقاك  

No comments:

الرقيق

  بسم الله الرحمن الرحيم اوشكت الحرب ان تضع اوزارها . وهنت قوة المتمردين وخارت عزائمهم ان كان لهم قوة او عزيمة .هم مجرد رقيق ابتاعتهم قوى ...