بسم الله الرحمن الرحيم
وجاءت الهدنة تمشى على استحياء
و فى الليلة الرابعة بعد الستين قالت شهرزاد ان حكاية اليوم من اعجب
ما تسمع . بلغنى ايها الملك السعيد ان امة كاملة من اللصوص تسورت جدار بيت كبير يسكنه امة من الدراويش فنهبت
وسرقت واحرقت ودمرت وخرجت من ذات السور والدراويش لم يحركوا ساكنا فلعلهم يغطون فى
نوم عميق او لعلهم غائبون عن الوعى او لعل رب الدار فيهم تامر خلسة مع اللصوص .
خرج اللصوص فرحين بما غنموا وتسامع اهلهم فى البعيد بما تحقق لأبنائم من النصر
الكبير فأقيمت الولائم وذبحت الكثير من البعير ودارت الكؤس والانخاب فرحا وطربا .
واعجب ما فى الامر ايها الملك السعيد ان الدراويش قبل كانوا يملأون السماء صياحا
وتفاخرا وشعرا وغناء ونحاسات تدمدم وحلاقيم تحمحم وبطانا . ثم سارت مواكب اللصوص
تمطى الفارهات الفخيمة وهى تئن من ثقل ما
تحمل . وباتت خيام الصحراء هناك تحلم بالوثير واثاثات القصور وعجائب الدهور
ثم بلغنى ايها الملك السعيد ان الدراويش استيغظوا ووجدوا ان لا شىء
مما جمعوا عبر السنين بقى . لقد تبدد
وتبخر واخر قوافل اللصوص تبحر فى اطراف
الصحراء فوقفوا يندبون حظهم ويتلاومون .
وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح