رأيت فيما يرى النائم ان مئذنة مسجد حلفا أصبحت ترى للناظر القريب
والزمان يمضى والاعوام تتابع والبعيد اصبح يراها وكل عام تزداد وضوحا والمسجد
بهيئته التى كان عليها في ذلك الزمان الغادر اصبح اكثر وضوجا وعلوا والناس يتنادون
من اصقاع الدنيا ليروا ذلك المشهد المهيب والاعين تدور والدهشة وراءها اسئلة
حائرة هل الارض تعلو أم النيل ينحسر ؟ ثم
اكتملت الصورة هي حلفا بشموخها وجزورها الضاربة في اعماق التاريخ تصايح بذلك بعض
المعمرين الذين كانوا شهودا هي ذاتها لم تمت ف الحقيقة لا تموت
وها أنا ذا أحكى لكم هذه الرؤيا وتشخص أمامي رؤيا يوسف الصديق وهو
يحكيها لأبيه يعقوب والاضواء تتلون والشمس تشرق وتغيب والزمان يدور دورته وتتحقق
الرؤيا وأخوة يوسف يشهدون