السقوط

بسم الله الرحمن الرحيم

بدأت بخيانة وانتهت بخيانة هذه قصة الحركة الاسلامية مع الدولة . اذن الفصل الاول  لا بد أن يكون عن التريبة هذا ما افتقدته الحركة الاسلامية وأفقدها مشروعيتها واسقط مشروعها منذ تسعينيات القرن الماضي وليس الان بعد الغضبة التي اسميت ثورة( ولا نقلل من اخلاص الكثير من الشباب و تضحياتهم ). . لولا الخيانة لظلت الدولة الظالمة المتغطرسة تحكم بالحديد والنار . هكذا لا بد من الاعتراف الصريح بلا مواربة

قال تعالى :(وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) وهذا تأكيد من الله أن المؤمنين منصورون ومن يشك في ذلك ؟! ولكن  عدم الاهتمام بالتربية أفرز عناصر متفلتة لا وازع ديني ولا ضمير بل استهتار الكثير منهم بالقيم التي يرعاها حتى بسطاء  الناس  وللأسف هم من تقدموا الصفوف وتسنموا الوظائف وبدأ مبكرا جدا ظهور الفساد والافساد حتى تكونت طبقة يتبادلون المناصب فيما بينهم اغتنوا غنا فاحشا شركات وحسابات دولاريه و عمارات في ارقى الاحياء وهكذا. والمؤسف اكثر انه حتى  الكثير من الانجازات التي تحققت صاحبها نزيف حاد لموارد الدولة فالمشروع الذى تكلفته الف صرف فيه ثلاثة الف بالمستندات المزيفة .. أمر الفساد لا ينكره الا مكابر ولكن ؟ من قدم هؤلاء واولئك على غيرهم من المخلصين والذين انجبت الحركة منهم الكثير ودونكم كتائب الشهداء ومنهم من اقيل من منصبه لا نه ابى ان يظلم ! قال الرسول صلى الله عليه وسلم : اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة .وقال عليه الصلاة والسلام من استعمل رجلا على عصابة – أي جعله مسؤولا على جماعة – وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.

القول الذى ينسب الى سيدنا عمر بن الخطاب (لن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به أولها ) وما أبعد البون بيننا وبين أسلافنا حتى المتأخرين منهم ولكن من يقرأ التاريخ ومن يتعظ ؟ اتباع كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والجهاد والصدق هذا الذى كان سبب الصلاح

لقد تحولت الحركة الى حزب سياسي خاصة بعد الفترة الديمقراطية (1986-1989 ) يمارس السياسة كما تفعل كل الاحزاب في الساحة الكذب والخداع والنفاق و(الغاية تبرر الوسيلة ) كيف يزور الانتخابات من يزورها ويظن انه بذلك يتقرب الى الله ؟ لماذا يشرد الناس من وظائفهم وتقطع ارزاقهم بدعوى التمكين ؟ فتحت السجون ومورس التعذيب وغير ذلك كثير . والحق الابلج ان الله رب الناس جميعا المسلمين وغيرهم وهو لا يرض الظلم (يا عبادي انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) والمؤسف ان الحركة تأست  ب الشيوعيين استلفت منهم الحيل والمكائد والاساليب الملتوية بالرغم من ان شيوعي السودان ليس لهم أي نجاح رغم اقدميتهم كحزب في المنطقة فقط كانوا السبب الأساسي في افساد السياسة في السودان وما زالوا .

ابتليت الحركة في اول عهدها  في الحكم بغياب الغدوة الصالحة فكان الكبار هم اول من سعى لامتلاك الدور متعددة الطوابق في الاحياء الراقية وغير ذلك من متاع الحياة الزائل رغم ان العكس كان ينبغي ان يكون فقد بدأ عمر بن عبد العزيز عهده بمصادرة خاصة ماله ووضعه في بيت المال ثم صادر كل اموال ابناء عمه الامراء (ال عبد الملك بن مروان ) سنتان وشهور قليلة تبدل حال الدولة من النقيض الى النقيض تماما وهى الى الان اكثر عهد يفخر ويعتز به المسلمين .

الان ليس المطلوب ان نتبرأ من التجربة ولكن لا يجوز ان ندافع عن سيئاتها بأي مبرر مهما كان نعم سنظل اسلاميين والاسلام هو الحل قناعة لن تتزلزل وسنسعى من جديد لإقامة دولة الاسلام ولكن نقيمها ونرسخها في نفوسنا اولا .