السودان بدون وزراء

هل السودان محتاج لوزراء ؟ وهل هى ضرورة ان يكون هنالك وزراء ؟
اولا لنتذكر هذه المعلومات البسيطة المتاحة لكل راغب : الولايات المتحدة الامريكية هذه الدولة العظيمة التى لا يختلف فى عظمتها وقوتها وتفوقها الناس حكومتها تتكون فقط من اربعة عشر (14) وزير لا يزيدون وللعلم الوزير يسمى الامين العام
  الولايات المتحدة عدد سكانها ثلاثمائة وتسعة عشر مليون (319)  وهى ثالث دولة من حيث المساحة وهى اكبر اقتصاد بلا منازع (اجمالى الناتج المحلى 23 % من الاجمالى العالمى ) حكومتها تتكون فقط من 14 وزير
  الصين هى الدولة الاكثر سكانا فى العالم  ثانى دولة فى العالم من حيث المساحة . ثانى اقتصاد فى العالم . حكومتها بها ثمانية عشر (18) وزير .
اليابان مجلس الوزراء يتكون من اربعة عشر (14) وزير . اليابان ثالث اقتصاد فى العالم
   هذه امثلة فقط وهى بلا شك الدول الاكثر كفاءة فى العالم والاكثر نجاحا والاكثر انضباطا
  السودان مجلس الوزراء الاخير القائم حتى الان يتكون من تسعة وسبعين (79) وزيرا بالتمام والكمال اكثر من خمسة اضعاف مجلس الوزراء الامريكى ! متفوقا على كل دول العالم على الاطلاق لا توجد دولة بها هذا العدد الكبير من الوزراء ولا فى اى تاريخ قديم اوحديث . وذلك ليس لاى ضرورة ادارية او اقتصادية  او سياسية ليس الا للترضيات والمحاصصات . والسودان عدد سكانه 37 مليون (غير مؤكد) . وهو يعد من افقر الدول والاشد ضعفا اقتصاديا . الدولة رقم 5 من بين الدول الفاشلة ( الاشد هشاشة) خلال العشرة اعوام الماضية (صندوق السلام ومجلة فورين بوليسى) .
 قفزا الى السؤال المطروح الان حيث تعكف النخب الحاكمة والمعارضة لاختيار مجلس للوزراء بعد الحوارات الطويلة والتى تمخضت عن ان تقسيم كيكة السلطة هو الحل !اجتماعات متطاولة تنعقد وتنفض مشاورات راسية وافقية اوراق تكتب واوراق تمزق وتستعصى القسمة ! تتشظى الوزارات المتشظية اصلا ويتسع الفتق ويظلم الافق .
  ايها السادة فى الحكومة والمعارضة هذه الاعداد الهائلة من الوزارات القائمة والمقترحة لمجرد الارضاءات لن تزيد  الوطن الا خبالا وضعفا وتمزقا وتشظيا .. المطلوب الان وقفة صادقة مع النفس للتحول الى مسار النجاح  .
  هذا مقترح متواضع يغير المسار ويصفى النفوس :
اولا : مجلس وزراء من خمسة وزراء فقط تتبع لكل وزارة عدد من الدوائر ( الادارات )
  أ - وزارة الخارجية
 ب- وزارة العدل  
 ج- وزارة الامن والدفاع تشمل :
     1- دائرة الدفاع ( القوات المسلحة وافرعها واقسامها )
     2- دائرة الشرطة ( كل اقسام الشرطة والامن الداخلى )
    3-دائرة الامن والمخابرات ( الامن الخارجى )
   د- وزارة الخدمات :
      1- دائرة الصحة
      2- دائرة التعليم
     3- دائرة الاسكان
    4- دائرة المواصلات
   5- دائرة العمل
ه- وزارة الموارد والتنمية :
    1- دائرة المالية
    2- دائرة الطاقة
    3- دائرة الزراعة
  مجلس الوزراء المكون من خمسة وزراء بالاضافة لرئيسيه يكون كمجلس السيادة يتكون من داخل البرلمان مضافا اليه الرئيس الذى ينتخب من الشعب مباشرة
   كل دائرة يكون على قمتها مدير يتصعد مترقيا من القواعد مثلا دائرة الدفاع رئيسها القائد العام - الشرطة المدير العام  - الصحة مدير عام الصحة يكون طبيبا ترقى الى المدير العام .. وهكذا
هذه الادارات ليس للاحزاب سلطة عليها الكفاءة والاداء والخدمة الممتازة هى من يفرز هذه القيادات
الاحزاب المختلفة تمثل فى البرلمان تمثيل نسبى ويكون برلمان له سلطة حقيقية يختار بالاجماع رئيسا للوزراء بالاضافة للوزراء الخمسة له سلطة استدعاء اى وزير او مدير ومحاسبته وعزله ان اقتضى الامر
ايها السياسيين هداكم الله اخرجوا البلد من وهدته بالتجرد والصدق مع النفس
الله المستعان


   

من هو ذو النون المصرى؟

ولد أبو الفيض ذو النون  واسمه ثوبان بن إبراهيم الأخميمي، وقيل الفيض بن إبراهيم في سنة 179 هـ الموافق 796م، كان أبوه نوبيا فتلقى علومه في بلاد النوبة، وتعرف على مناهج التفكير كلها، وعندما بلغ سن الشباب كان قد ألمّ بكثير من العلوم، فحفظ القرآن الكريم، وتعرف على المذاهب المختلفة وتأثر بموطأ مالك. وتتلمذ على مشايخ معروفين في عصره أهمهم الإمام مالك بن أنس وإسرافيل العابد المغربي وفاطمة النيسابورية التي لقيها في مكة.

ويتحدث ذوالنون عن رحلاته فيقول: “ارتحلت ثلاث رحلات وعدت بثلاثة علوم، أتيت في الرحلة الأولى بعلم يقبله الخاص والعام، وأتيت في الرحلة الثانية بعلم قبله الخاص ولم يقبله العام، وأتيت في الثالثة بعلم لم يأخذ به الخاص ولا العام فبقيت شريدًا طريدًا وحيدًا.. ” يشرح هذا القول أحد الباحثين في تاريخه فيقول: “وكان الأول علم التوبة وهوعلم يتقبله الخاص والعام، وكان العلم الثاني علم التوكل والمعاملة والمحبة يقبله الخاص لا العام، والثالث هو علم الحقيقة الذي لا يدركه علم الخلق ولا عقلهم فهجره الناس وأنكروه عليه، حتى انقضت أيام حياته.. “

لقمان الحكيم النوبى

لقمان الحكيم كان رجلاً حكيما، ذُكر في القرآن وأطلق اسمه على سورة لقمان، وقد عاصر داود وعرف بالحكيم، ولد وعاش في بلاد النوبة ، ووصايا لقمان هي إحدىالقصص القرآنية التي تتكلم عن حكمة لقمان, وتتمثل في الحكمة التي وهبها الله للقمان الحكيم ، وتعتبر لدى المسلمين من أروع الحكم والمواعظ, إذ كانت حكمته تأتي في مواضعها ، وحسب كتب التفسير أن لقمان كان أهون مملوك على سيده، ولكن الله تعالى منّ عليه بالحكمة فغدا أفضلهم لديه.

وقال رسول الله: "(إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله، فمن عليه بالحكمة)". نودي بالخلافة قبل داوود، فقيل له يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عزَّ وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعلت ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء، فقالت الملائكة: يا لقمان لِمَ؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكون في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة. فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا، فانتبه فتكلم بها" 

ذكر القرآن لقمان باسمه صراحة في سورة باسمه (سورة لقمان) وفيها يوصي ابنه بوصايا خلدها القرآن، قال تعالى:  وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ  وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ  وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ  وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ  يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ  يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ  وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ  وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ  ^[4] سورة لقمان، الآيات: 13-19.