هل كان لثورة اكتوبر مبرر ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل كان عبود ظالما ؟

تحتاج الامم لمراجعة تاريخها للتقييم والتدبر .. بكل المعايير وقياسا على الحاضر القريب والبعيد لم يكن هناك مبرر لثورة اكتوبر .. فى ذلك الزمان وبعد الاستقلال كان البلد محتاجا لنظام جاد وقوى ليضع الاسس السليمة لبناء الدولة لم تكن الاحزاب مؤهلة لذلك بل هى لم تكن احزاب بأى مفهوم وعلى هدى اى تعريف.كانت واجهات لطوائف ارتبطت بالاستعمار بصورة او باخرى وهذا وضع تفرد به السودان للاسف .. مؤتمر الخريجين الذى كان يمكن ان يكون نواة لعمل حزبى مسنير دمره السيدان وافرغاه من محتواه . فى هذا الجو كان الجيش هو الحل لم تكن نوفمبر انقلابا كانت هى الجيش السودانى بكل نقائه وطهره فى ذلك الزمان . كان افضل الجيوش فى المنطقة من كل النواحى .. حكموا كاحسن ما يكون الحكم هذا من باب الانصاف ..وباختصار : اقتصاديا نفذوا امتداد المناقل الذى وسع مشروع الجزيرة ضعف ما كان عليه قامت عدد من المصانع . نشأت الطرق القومية . وانتعشت السكة حديد . وغير ذلك كثير لذلك كان اقتصاد السودان الافضل عربيا وافريقيا ..سياسيا كان السودان الاكثر احترما دلت على ذلك زيارات رؤساء ومسئولى دول كبرى . كادت مشكلة الجنوب ان تنتهى عسكريا وباعتراف جوزيف لاقو زعيم التمرد فى ذلك الوقت ان اكتوبر كانت طوق النجاة لهم . ساهم نظام نوفمبر بل لعب الدور الاساسى فى انهاء مشكلة اقليم بيافرا بنيجريا . دعم نظام نوفمبر كل  حركات التحرر الافريقية..فى مجال التعليم حدث توسع كبير فى المدارس والمعاهد والكليات ..ازدهرت فى عهد نوفمبر الرياضة وكانت فى احسن حالاتها وازدهر الفن وكان اعظم الانتاج الفنى غناء وتمثيلا فى عهد .عبود وازدهرت الثقافة ونشات المكتبات المركزية والاندية الثقافية .. والكثير الكثير كان عهد عبود ازهر العهود للشعب السودانى فى كل النواحى لم يكن هناك ظلم او قهر او سجون او معتقلات . اذن السؤال المهم لماذا كانت ثورة اكتوبر ؟؟ الطائفية ( السم الذى تركه المستعمر فى جسم الوطن )كان لها الدور الاكبر فى التحريض حتى لاتتبدد مواريثها .وممتلكاتها فالسيدان يملكان الارض والثروة والانسان . بعد اكتوبر توسعت اقطاعيات السيدين واتسع نفوذهم فصار اتفاق السيدين وظل هو المحرك الحقيقى لكل شأن لا برلمان لا مجلس وزراء لا مؤسسات ..

للاسف الشديد ابتلع الشعب الطيب الطعم وانفجر غضب لا مبرر له وقدم الشهداء حقيقة وانطلقت الهتافات والاناشىد لطرد احسن نظام مر على هذا البلد حتى الان .ومنذ العام 1964 ظل السودان يتردى ويرزل عاما بعد عام . ديمقراطيات زائفة تشكل حكوماتها فى السراية والجنينة . انقلابات مايو و يونيو وما بينهما عساكر مغامرو ن يطمحون فى الحكم ليس الا ولم تكن نوفمبر انقلابا ولم يكن حول عبود فاسدون ولا مفسدون

  رحم الله شهداء اكتوبر ورحم الله عبود ومجلسه العسكرى ومعاونوه واثابهم عما قدموا لهذا البلد خير الجزاء .. وعفا الله عمن...

       الانصاف من القيم الكبرى

ابوبكر